في احتفالهم السنوي.. البابا لاوون الرابع عشر يدعو قادة العالم إلى الإصغاء لصرخة الفقراء
في احتفالهم السنوي.. البابا لاوون الرابع عشر يدعو قادة العالم إلى الإصغاء لصرخة الفقراء
دعا البابا لاوون الرابع عشر، الأحد، قادة العالم إلى العمل من أجل الفقراء، مؤكدا أن اتساع رقعة الفقر يهدد العدالة والاستقرار الاجتماعي، وجاءت كلمته بمناسبة الاحتفال السنوي بالفقراء في الفاتيكان، ضمن فعاليات السنة المقدسة لدى الفاتيكان التي تستقطب مئات الآلاف.
ويجعل بابا الفاتيكان، الذي تولى السدة البابوية قبل ستة أشهر خلفا للبابا الراحل فرنسيس، من العدالة الاجتماعية ركنا أساسيا في توجهاته، وخلال قداس في كاتدرائية القديس بطرس، شدد على أن الكنيسة تريد أن تكون مكانا آمنا للفقراء، وفضاءً للعدالة والضيافة وسط عالم مثقل بأشكال قديمة وجديدة من العوز، وفق فرانس برس.
لا سلام دون عدالة
وفي عظته، توجه البابا لاوون الرابع عشر بنداء مباشر إلى زعماء العالم، قائلا إن الفقراء يذكّرون البشرية بأن السلام غير ممكن ما لم تتجذر العدالة في السياسات العامة، وأوضح أن معاناة المهمشين تبرز من خلال موجات الهجرة وصمت المتضررين تحت ضغط ما سماه أسطورة الرفاهية التي لا تشمل الجميع وتترك الملايين خلف الركب.
وتحدث البابا أيضا عن أشكال الفقر غير المادي، محذرا من العزلة الأخلاقية والروحية التي يعيشها كثيرون، وداعيا إلى اليقظة لاحتياجات الآخرين في محيطهم اليومي، ليكونوا شهودا لرحمة الله وحضوره الإنساني في المجتمعات.
مائدة مشتركة مع الفقراء
وعقب القداس، شارك البابا لاوون الرابع عشر في غداء جماعي داخل الفاتيكان جمع أكثر من ألف وثلاثمائة شخص من المشردين واللاجئين وذوي الإعاقة، في تقليد سنوي يهدف إلى تعزيز التضامن، ومن المقرر أن تشهد روما فعاليات مجتمعية إضافية لهذا الغرض خلال الأيام المقبلة.
إدانة اضطهاد المسيحيين
وفي ساحة القديس بطرس، ندد البابا بتصاعد العنف ضد المسيحيين في عدة مناطق من العالم، مشيرا إلى أوضاع بنغلاديش ونيجيريا وموزمبيق والسودان، كما عبّر عن حزنه للهجمات التي شهدتها جمهورية الكونغو الديموقراطية أخيرا، مؤكدا صلاته لعائلات ضحايا مذبحة وقعت في إقليم كيفو وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.
يشكّل يوبيل الفقراء إحدى المبادرات التي أطلقها البابا الراحل فرنسيس عام 2017 بهدف تسليط الضوء على معاناة الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، ويأتي الاحتفال هذا العام في ظل صعود البابا لاوون الرابع عشر، أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، الذي يضع مكافحة الفقر وعدم المساواة في صدارة أجندته الروحية والاجتماعية، ويقدّر الفاتيكان أن أكثر من سبعمائة مليون شخص حول العالم يعيشون في فقر مدقع، فيما تؤكد منظمات دولية أن النزاعات المسلحة والتغير المناخي يفاقمان أوضاع الفقراء ويزيدان من معدلات الهجرة والانعدام الاجتماعي في مناطق متفرقة من العالم.











